كثيرا هي الكتب التي تناولت في مواضيعها إشكالية الثقة بالنفس، والتي كان الهدف منها إما تشجيع الفرد على الثقة بنفسه أو تحفيز المدراء والمسيرين من أجل انتاجية أفضل في عملهم، حيث تتعدد الأسباب في البحث عن المحفز المناسب والهدف واحد في نهاية المطاف، وهو تغيير تلك النظرة بعدم القدرة على تحقيق النجاح.
أنواع المحفزات
هناك نوعين أساسيين من المحفزات وهما :
المحفزات الخارجية : وتتمثل في التأثير الذي يتلقاه الفرد من محيطه الخارجي بهدف تحفيزه على القيام بغرض ما. ومن سلبيات اعتماد الفرد على المحفزات الخارجية كون هذه الأخيرة قد تنقطع عليه فجأة على سبيل المثال ( قد يكون هناك أحد الأقارب بمثابة قدوة لك، ولكن حينما يتوفى فإنك لا تجد ذلك القريب الذي كان يحفزك على الاجتهاد والعمل)،قد تفقد ثقتك بهم، أو قد يشعروك بأنك لم تحقق توقعاتهم.
المحفزات الداخلية : وتتمثل في التأثير الذي يتلقاه الفرد من قرارات نفسه، وهي بمثابة تلك القوة النائمة في الشخص والتي بإمكانها تحقيق المستحيل، حيث يصعب الوصول إليها بسهولة فهي بحاجة إلى تمارين يومية في التحفيز حتى تصير سلوك مكتسب.ومن إيجابيات المحفزات الداخلية تمكين الفرد من الشعور بالطمأنينة والقوة، والشعور باحترام أكبر لنفسه، الشعور بقوة داخلية عجيبة.
التحفيز بحاجة إلى التركيز العميق
جميعنا نعرف رياضة القفز بالزانة، والتي تعتبر من أصعب رياضات ألعاب القوى حيث تتطلب نوعا من المرونة والتركيز، وحتى نتمكن من ربط التحفيز بالتركيز فلنراجع الخطوات أو المراحل التي يقطعها الرياضي لإنجاز قفزته العالية.
الخطوة الأولى : الوقوف والاستعداد
يقف الرياضي وهو ممسك في يده بزانة طويلة، خلال هذه المرحلة يقوم المتسابق بشحن قوته الداخلية ويتهيأ نفسيا أولا قبل الاقدام على أي خطوة.
فالتركيز الجيد هو مفتاحه نحو التحفيز الذاتي.
بحيث يتصور العلو الذي سيقوم بقفزه مجرد حاجز عادي وأنه في منتهى السهولة، وهناك من يرسم في مخيلته سيناريو القفزة وبأنه قد نجح في تحقيقها، وكل ما يلزمه هو التركيز على الخطوات القادمة، وهنا نتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية القبلية للسلوك.
الخطوة الثانية : الجري نحو الصاري
يعطي لنفسه الانطلاقة فهو ليس بحاجة لإشارة الحكم حتى ينطلق، فعندما تنفجر طاقة التحفيز الداخلية ينطلق بسرعة وهو يحمل الزانة في يديه، وفي هذه الأثناء يقوم العقل الباطن بتعديل سرعة الجري حتى تتناسب اطرادا مع المسافة الفاصلة بينه وبين الصاري.
الخطوة الثالثة : تحويل القوة
في هذه المرحلة وعندما يصل إلى الصاري، فإنه يغرز الزانة في الأرض ويرتكز عليها لتحويل قوة وسرعة الجري الأفقية، إلى قوة عمودية صاعدة، وهذا الانتقال أو التحول في طبيعة القوة ما هو إلى نتيجة التحفيز والتركيز الذي قام به في البداية.
الخطوة الرابعة : التجاوز والسقوط
أثناء هذه المرحلة يقطف المتسابق ثمار أفعاله، حيث نلاحظ دائما في حالة فشله، فإنه يؤنب نفسه على الاخفاق ويلوم ذاته لأنه كان قريبا من الفوز، ولكن حينما ينجح فيقوم عكس الحالة الأولى بل يشعر بفرحة عارمة، ويزداد احترامه لذاته ونفسه لكونه لم يكن واثقا من قدراتها على فعل المستحيل.
هذه الخطوات التي أشرنا لها تمثل التحفيز الداخلي، في حين أن الجمهور بتصفيقاته، وحضوره، ومساندته للرياضيين فهو بمثابة تحفيز أو محفز خارجي.
خطواتي نحو التحفيز الذاتي :
من أجل التحفيز الذاتي فنحن بحاجة لخطوات تمكننا من إيقاظ ذلك البطل النائم بداخلنا.
1. اجلس مع نفسك أولا، ولا تبخل عليها فأنت بحاجة لهذه الجلسة، فكيف تجلس أمام الحاسوب أو أمام التلفاز لساعات ولا تستطيع الجلوس مع نفسك، فكلما جلست مع نفسك واختليت بها فعلم أنك تتقرب إليها أكثر فأكثر.
2. برمج نفسك على كلمة “أستطيع” وقم بحذف كلمة ” لا أستطيع” من قاموسك النفسي.
3. برمج أهداف صغيرة وواقعية قابلة لإنجاز، فالرياضي الذي يقفز بالزانة لا يبدأ بالأمتار الكبيرة، وإنما خطوة بخطوة.
4. ركز على الثقة بالذات فهي الأساس في التحفيز.
5. عدم الإصغاء لأعداء النجاح.
2. برمج نفسك على كلمة “أستطيع” وقم بحذف كلمة ” لا أستطيع” من قاموسك النفسي.
3. برمج أهداف صغيرة وواقعية قابلة لإنجاز، فالرياضي الذي يقفز بالزانة لا يبدأ بالأمتار الكبيرة، وإنما خطوة بخطوة.
4. ركز على الثقة بالذات فهي الأساس في التحفيز.
5. عدم الإصغاء لأعداء النجاح.
وهنا أسرد قصة الضفدعة التي كانت تحاول قفز حاجزا عاليا من أجل الوصول إلى الماء، وكان كل من أبناء جنسها يقولون لها وهم يضحكون من المستحيل قفز كل تلك المسافة، ولكنها أعادت المحاولة عدة مرات ولم تتوقف حتى نجحت في تحقيق هدفها، ولما حققت هذا الإنجاز سألها أحد الضفادع عن لغز نجاحها :
فوجد سر هذا التفوق في كونها ضفدعة صماء لا تسمع…