كيفية تحفيز الذات

الأستاذ محمد حامد 12:55 ص

لا يوجد على أرض الواقع الملموس ما يسمى بالتحفيز؛ فهو مزيج من مجموعة من الأشياء، والتي عادة ما تتضمن نوعًا من الخوف أو الرغبة الشديدة. ومعركة التحفيز ليست إلا التدرج من مرحلة "أعتقد أنني أستطيع" إلى "أظن أنه لا يزال بإمكاني" إلى "إنني أحقق ما أريد فعلًا!" ولهذا فسوف نركز على ثلاثة أشياء: تطوير الثقة بالنفس، والحفاظ على التركيز، والحفاظ على الاتجاه. 
توقف عن التفكير بخوف. كلنا يقترف خطأ التفكير بسلبية بدلًا من التفكير بإيجابية؛ فإننا نترك مشاعر "عدم" الرغبة في الأشياء تسيطر علينا. وهذا أمر طبيعي ولا بأس به، ولكن ينتهي بك الحال وأنت لا تفعل شيئًا لأن هذه المشاعر لا تدفعك لفعل شيء؛ فلا يمكنك مثلًا أن تقرر عدم فعل شيء ما لأنك لا تريد شيئًا آخر. الأمور لا تسير بهذه الطريقة؛ فهذا من شأنه أن يتركك تجلس على الأريكة ولا تفعل شيئًا على الإطلاق. 
الخوف أمر مضر لسببين: أولهما إنه يجعلك دون أي حافز، فالهدف السلبي ليس شيئًا يمكنك أن تفعل أي شيء لتحقيقه، وثانيهما أنه يتسبب في استنزاف العزيمة وينهك الروح. الحياة في حالة من الخوف حياة لا تستحق الحياة؛ فإنها تجعلك دائمًا في حالة من القلق الأبدي بدلًا من العمل، فعندما تكون منهكًا ومستنزفًا وقلقًا، لن يكون لديك أي حافز، لا توجد خيارات أخرى. 
حدد هدفك والخطة التي ستنفذها لتحقيقه. والآن بعد أن أصبحت تفكر بطريقة إيجابية، عليك أن تعرف ما الذي أصبحت إيجابيًا بشأنه، بدلًا من أن تفكر "أريد ألا أكون مشردًا وفقيرًا وأعيش حياتي في حالة من الفقر المدقع" فإنك تفكر "أريد أن أصبح مستقرًا ماديًا". فما هي خطتك لتحقيق هذا الهدف؟ 
لتحقيق هذا الهدف تحديدًا، عليك وضع خطة ما للدخل، وهذا يتضمن وضع ميزانية، أو ربما العودة للدراسة أو التوسع في مشروعك. الآن لديك خطوات مادية في اتجاه تحقيق هدفك. وهكذا لتحقيق أي هدف – سواء أكان فقد بعض الوزن أو تحسين أداءك في المدرسة أو محاولة تحقيق حلمك – عليك تحديد ما تريده وكيف تخطط تحقيقه. إذا كنت تريده حقًا، فلن تكون معرفته بهذه الصعوبة. 
حدد هدفًا واحدًا فحسب. إذا كانت لديك عشرات المهام التي ينبغي عليك تنفيذها، في بعض الأحيان يصبح الأمر مزعجًا وينتهي بك الحال بإقصاء قائمة المهام هذه جانبًا "والتعامل معها في وقت آخر". أما إذا كان لديك هدف واحد فقط، فسيكون الأمر أسهل كثيرًا، فهذا هدف يمكن تحقيقه، يمكن تحقيقه ويمكنك التركيز عليه، فتمزيق مجهودك على تحقيق عشرات المهام لن يكون عادلًا لك أو لأهدافك. 
لن تستطيع تركيز مجهودك إذا لم تكن تركز على هدف بعينه. جزئ هذا الهدف إلى أجزاء أصغر قدر الإمكان. إذا أرادت فتاة مثلًا التخلص من أثر خمس سنوات على مظهرها، فعليها أن تتعامل مع هذه المهمة جزءًا جزءًا، تبدأ مثلاً بالقيام بتمرينات جديدة للتخلص من الوزن، ثم تنتقل إلى الأسلوب الذي تضع بيه زينتها ثم تنتقل إلى التعامل مع ملابسها. أما إذا لم تقسم الهدف الذي تود تحقيقه، فإن مخك سيستسلم سريعًا وسيتركك دون أدنى فكرة عما يجب عليك فعله. 
اجعل تحقيق هدفك أمرًا مرحًا. لا شك أن القيام بشيء لا تحبه إطلاقًا لن يكون مهمة تستطيع الحفاظ عليها للأبد، فما إن تشعر أنك يمكنك التخلص منه وكأنه عادة سيئة ستفعل. ولهذا السبب، أيًا كان ما تفعله، سواء الإدخار لشراء سيارة جديدة أو فقد 15 رطلًا من وزنك، عليك أن تجعل الأمر ممتعًا. كلما كان الأمر ممتعًا زاد استمرارك عليه، وكلما استمررت عليه تحسن أداؤك فيه، وكلما تحسن أداؤك فيه حققت النتيجة التي تريد أسرع. 
أينما وجدت الإرادة وجدت الطريق. هل تكره الركض؟ لا مشكلة يمكنك الالتحاق بدروس للملاكمة، ففي كلتا الحالتين ستفقد الوزن. هل تكره الكتابة؟ انتقل للقيام بشيء يثير حماستك. فالعالم مرن، والفرص التي يمكنك استغلالها فيه يمكن أن تغير دوافعك تمامًا 
اقرأ عن هدفك. ظاهريًا قد يبدو هذا الأمر سخيفًا، كيف يمكن للقراءة عن شيء تفكر فيه طوال الوقت أن تحفزك؟ لكن هذا ما يحدث فعلًا. سماع قصص نجاح الآخرين (لا سيما عندما يجعلون الأمر يبدو بسيطًا للغاية) يجعل مخك يفكر أنه لا يوجد ما يمنعك من تحقيق ما تريد أنت أيضًا، ويصبح الأمر فجأة منطقيًا. لذا توقف عن تعقب أخبار زملائك في المرحلة الثانوية على موقع فيسبوك وابدأ في فعل شيء مفيد. 
ربما تظن أن قراءة قصص الأشخاص الذين نجحوا في خسارة 100 رطل تجعلك تشعر أنك زائد الوزن لكنك ممتاز (على سبيل المثال)، لكنك يجب أن تشعر أن لديك دافع وقوة داخلية ومسلح بالإرادة. يمكنك التعلم من هؤلاء الأشخاص، وإذا كان صدى نجاحهم لا يتردد بداخلك، يمكنه على الأقل تحفيز النزعة التنافسية بداخلك. 
حدد مكافآت لنفسك. لنكن صادقين مع أنفسنا، النتائج لا تأتي بسرعة كافية؛ إذ يستغرق الربح من مشروع جديد سنوات ويستغرق فقد الوزن شهورًا ويستغرق الوصول إلى السعادة والرضا عن الذات عمرًا كاملًا. إنه تقريبًا نقيض لذة الحصول على النتيجة الفورية. وللتغلب على هذه الحقيقة المحزنة للحياة، امنح نفسك مكافآت، فالحياة لن تمنحك هذه المكافآت، فربما تود أن تمنحها أنت لنفسك. 
لا تستخدم المكافآت عند تحقيق الأهداف النهائية الكبرى فقط! حدد لنفسك نقاط معينة تمنح نفسك عندها مكافآت على النجاحات الصغيرة التي حققتها. هل فقدت 5 كيلوجرامات من وزنك؟ رائع! فهذا رسالة لك، هل تفوقت في آخر ثلاثة امتحانات؟ رائع! اقض ليلة رائعة في المرح مع أصدقائك! هل أنهيت النصف الأول من كتابك؟ ممتاز، يمكنك الذهاب للتسوق والاستمتاع بوقتك. 
انظر لنصف الكوب الممتلئ وليس الفارغ. عندما نفكر في شيء نريده، من الضروري أن ندرك أننا لا نملكه. قد يتحول هذا إلى دوامة من السلبية، ويأخذنا إلى طريق من الشفقة على الذات والخمول لينتهي بك الحال في دوامة من الانتحاب. لا تسلك هذا الطريق! فكر فيما لديك، وما تشعر بالامتنان تجاهه، ففي هذه اللحظة فقط، ستجعل ما لديك أفضل. 
ضع قائمة بعشرة أشياء لديك وتشعر بالامتنان لأنها لديك. وانظر في هذه القائمة كل يوم، (ثم ضع قائمة جديدة عندما تفكر في أشياء جديدة). التركيز على ما لديك وما أنجزته وما تنجزه سيغرس في كيانك شعورًا بالثقة، فعندما تفكر أنك تستطيع تحقيق ما تريد (والتفكير في إنجازاتك الماضية سيثبت لك أنك تستطيع) يجعل تحقيق الهدف أسهل كثيرًا. 
حدد ما عليك فعله بالضبط. على سبيل المثال إذا أردت أن تصبح ممثلًا، فمن أين تبدأ؟ قد تكون عدم معرفة أول خطوة تخطوها مخيفة وتمنعك من اتخاذ أية خطوات، وبالتالي يتحطم الحلم تلقائيًا، ولكن عندما تعرف الطريق الذي يتعين عليك أن تسلكه، يكون البدء في السير فيه أسهل. 
استغل ما لديك من موارد. في ظل وجود التكنولوجيا، فإن العالم بأسره يصبح ملك يديك، أي لن يكون لديك عذر. اسأل أصدقائك ومعارفك أو أي شخص، وقم ببعض البحث على الإنترنت للتوصل إلى أفضل وأنجح طريقة للقيام بما تود القيام به. سينتهي بك الحال تشعر وكأنك خبير وأن المعرفة تريحك. هذا من شأنه أن يخلصك من القلق والكلام السلبي مع الذات ويغرس مكانها الثقة بالنفس والعزيمة.

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة