الجملة الاسمية المبتدأ والخبر

الأستاذ محمد حامد 5:26 م


المبتدأ
أحوال المبتدأ :

الأصل في المبتدأ أن يكون اسما مَعْرِفَةً – معروفا – مرفوعا مثل : اللهُ كريمٌ
والمبتدأ لا يكون إلا كلمة واحدة – ليس جملة ولا شبه جملة ـ ويكون مرفوعا أو في محل رفع . مثل : المطرُ غزيرٌ  ،  هما موافقان ، أنتِ جادةٌ   ، نحنُ مرهقون

شكل المبتدأ :


اسما صريحاً مرفوعا
ضميرا مبنيا في محل رفع
اسم إشارة مبنيا في محل رفع
اسم استفهام مرفوعا
اسما موصولا مبنيا في محل رفع
المبتدأ مصدرا ، اسما مرفوعا

المبتدأ النكرة :

ذكرنا أن الأصل في المبتدأ أن يكون اسما معروفا إذا لا معنى للحديث عن مجهول،
ولكن قد يأتي المبتدأ نكرة وذلك في أحوال مخصوصة يكون فيها قريبا من المعرفة ويفيد مع الخبر معنى مفيداً مفهوما، وذلك في المواقع التالية :
إذا أُضيفت النكرة مثل : رجلُ أعمالٍ قادمٌ .
إذا وصفت النكرة مثل : مطرٌ غزيرٌ نازلٌ .
إذا تَقَدَّم على النكرة الخبرُ وهو شبهُ جملةٍ مثلُ : عندي ضيفٌ ولَكَ تهنِئَةُ
إذا سبقت النكرة بنفي أو استفهام مثل : ما أحدٌ سافرَ ، وهل أحدٌ في الساحة ؟
أن يكونَ المبتدأُ كلمةً منَ الكلماتِ الدالةِ على عمومِ الجنس مثل : كلٌ لهُ قانتون.
أن يكونَ المبتدأُ كلمةً دالةً على الدَّعاء مثل : رحمةٌ لك، ومثل :  وَيلٌ للمطففين.
أن يقعَ المبتدأُ بعدَ (لولا) مثل : لولا إهمالٌ لأفلحَ .
إذا كانَ المبتدأُ عامِلاً فيما بعده مثل : إطعامٌ مسكيناً حسنةٌ

الخبر
أشكال الخبر:

الأصل في الخبر أن يكون اسما مفردا مرفوعا ليس جملة ولا شبه جملة.
مثل : العلمُ نافعٌ  ، الصبرُ طيِّبٌ   ، اللهُ كريمٌ
وقد يكون اسما مفردا مجرورا بالباء الزائدة
مثل : ما سعيدٌ بحاضرٍ .
ويكون الخبر جملة فعلية
مثل: السائق يقف على الإشارة ، الطفلُ استيقظَ  ، المزارِعُ قلَّمَ الأشجارَ ،
ويكون الخبر شبه جملة (ظرفا أو جارا ومجرورا)
مثل : الهاتِفُ فوقَ الطاولةِ ، العِلمُ في الصدورِ  ، أنت بخير
قد يكون للمبتدأ الواحد أكثر من خبر
مثل: العقاد شاعرُ كاتبٌ مفكرٌ .

حذف المبتدأ وجوباً

المواطن التي يجب ألا يذكر - يحذف - فيها المبتدأ وجوباً :
في أُسلوب المَدْحِ والذَّمِ ، أي إذا أُخْبِرَ عن المبتدأِ بِمخصوصِ نِعْمَ وبِئْسَ
نِعْمَ الفاتحُ صلاحُ الدِّينِ
إذا أُخبر عن المبتدأ بلفظ يشعر بالقسم مثل :
في ذمتي لأفعلن ما تريد والتقدير عَهْدٌ ، أو يمينٌ في ذمتي
إذا أُخبِرَ عن المبتدأ بمصدرٍ نائبٍ عن مصدره مثل :
صبرٌ جميلٌ ، سمعٌ وطاعةٌ .
حيث ناب ذكر المصدرين (صَبْرٌ و سَمْعٌ) عن ذكر فعليهما (اصْبُر و اسْمَعُ) . فحذف الفعلان وسد مكانهما المصدران (صبري و سمعي) .
أن يكون مبتدأً للاسم المرفوع بعد (لاسيما) مثل :
أحبُّ الرياضةَ لا سِيَّما كرةُ المَضْرِبِ .
مواطن يجب فيها ألا يذكر الخبر ، ويكون حذفه واجباً ، وهذه المواطن هي :
إذا أُخبِرَ عنه بنعتٍ (صفةٍ) مقطوعٍ وتُقْطعُ الصفة عندما لا تتبع الموصوف أو المنعوت في إعرابه. وتقطع الصفة لتؤدي معنى أقوى من معنى الصفة وهو  المدح أو الذم أو الترحم :
مثل : اقتدِ بالخليفةِ العادلُ . فبدلا أن تكون العادلُ صفةً مجرورةً للخليفةِ، قُطِعَتْ عن الوصفِ وصارت خبرا لمبتدأٍ محذوفٍ وجوبا تقديره (هو) العادل، من اجل إظهار المدح وهو أقوى من الصفة .
صفة المدح : استفِدْ من الطبيبِ العالمُ
صفة الذم : تَجَنَّبْ صُحْبَةَ الكاذبِ المخادعُ
صفة الترحم : تَبَرَّعْ للأيتامِ المحتاجون
يُحْذَفُ الخبرُ وجوبا في الحالات التالية :-
بَعْدَ الألفاظِ الصَّريحةِ في القسم أي التي يُذكَرُ فيها لفظُ الجلالةِ ، مثل :
لَعُمْرُ الله لأساعدَنَّ المحتاج. والتقدير لَعَمْرُ الله قسمي ( لعمرُ الله = لحياةُ الله)
أن يكون الخبر كونا عاما – أي كلمة بمعنى (موجود) – والمبتدأ واقع بعد لولا ، مثل :-
–        لولا المَشَقةُ سادَ الناسُ كُلُّهمُ         =       لولا المشقة موجودةٌ
فقد حذف الخبر لأنه كون عام - كلمة بمعنى موجود او موجودة- ولوجود لولا قبله ، والتي هي حرف امتناع لوجود ، وهذا يعني امتناع سيادة الناس لوجود المشقة ،
أن يقعَ الخبرُ بعدَ اسمٍ مسبوقٍ (بواو العطف) التي تعني (مع) مثل :
أنت واجتهادُك  ، كلُّ امرئٍ وعملُه ، الفلاَّحُ وحَقْلُهُ ، التاجِرُ ومتجرُهُ ، العاملُ وعملُه  ،
أن تُغني عن الخبر حال لا تصلح أن تكون خبراً مثل :
مشاهدتي التلفازَ جالسا . لانك لو قلت مشاهدتي التلفاز جالس لما أخبرت عن المشاهدة بشكل دقيق ، فلم تصلح كلمة جالس أن تكون خبراً .
والأمر نفسه يقاس في اسم التفضيل مثل : أفضلُ ما يكونُ الإنسانُ منتجاً

جواز تقديم المبتدأ / الخبر

جواز تقديم أحدهما :
الأصل في المبتدأ أن يقع في أول الكلام ، لأنه هو الشيء الذي تبدأ به الحديث ، ونريد أن نخبر عنه ، ثم يليه الخبر وهو ما نريد أن نتحدث عنه .
مثل : أنا جاهزٌ
فقد بدأت الحديث عن نفسي ، ثم أخبرتُ عنها .
ومثل : أخوك في المكتبة
وكذلك بدأت الحديث عن (أخيك) ثم أخبرت عنه بشبه الجملة .
ويجوز أن نعكس الأمر : إذ عندما يوجَّهُ الاهتمامُ إلى الجاهزية في الجملة الأولى ، أن نبدأ بها
مثل : جاهز أنا
وكذلك الأمر عندما نوجه الاهتمام الى مكان وجود الأخ أن نقول في المكتبة أخوك .
لكنَّ في اللغة استعمالاتٍ ومواطنَ يجب أن يُبدأ فيها بذكر المبتدأ يتلوه الخبر ، وهي التي تسمى مواضع (مواطن) تقديم المبتدأ وجوباً على الخبر . وكذلك هنالك استعمالات يجب أن يُبدأ فيها بذكر الخبر أولاً ثم يتلوه المبتدأ ثانياً ، وهي مواطن تقديم الخبر وجوباً على المبتدأ

تقديم المبتدأ وجوباً على الخبر

يتقدم المبتدأ وجوبا على الخبر في أربعة مواطن :
أولاً : إذا كان المبتدأ من أسماء الصدارة – وهي الأسماء التي تأتي في صدر – بداية – الكلام فلا يصح تأخيرها وهذه الأسماء هي :
أسماء الاستفهام مثل : مَنْ ، أين ، كيف ، ما وغيرها .
مثل : مَنْ عندك ؟    ، كيفَ الحالُ ؟   ، أينَ الدليلُ ؟
أسماء الشرط : من ، أينما ، متى ، كيفما ، حيثما وغيرها .
مثل : مَنْ تُساعِدْهُ يَشْكُرْكَ ، حَيْثُمَا تسافرْ تجدْ أصدقاء ، أينما تذهبْ أذهبْ .
ما التعجبية .
مثل : ما أجملَ الحريَّةَ !    ، ما أغلى النفطَ !  ، ما أكثرَ الناسَ في الرخاء !
كم الخبرية  .
مثل : كَمْ عِظَةٍ مَرَّتْ بِكَ  ، كمْ كتابٍ مفيدٍ موجودٌ في المكتبة .
ما يلي لام الابتداء .
مثل : لأنت أسودُ في عيني مِن الظٌّلمِ .  لأنت صديقي .  لأنت أقربُ النا
ثانياً : أن يكون الخبر جملة فعلية :
خالدٌ سافَرَ
ثالثاً : أن يكون المبتدأ والخبر متساويين في التعريف والتنكير:
–        صديقي أخوك   ، عِلمي عِلمُك   ، دارُنا دارُهُم
فالمتقدم في مثل هذا النوع من الكلام هو المبتدأ والمتأخر هو الخبر
رابعاً : إذا قُصِرَ المبتدأُ على الخبرِ أو حُصِرَ فيه .
ما أنتَ إلاَّ كاتبٌ ، إنما هو شاعرٌ ،
فقد قَصَرْتَ وحَصَرْتَ (أنت) ، المبتدأ ، على الكتابة دون أي حرفة غيرها . وحصرت وقصرت (هو) ، المبتدأ ،على الشاعرية فقط دون غيرها من الصفات الأخرى .
يجب أن يتقدم الخبر على المبتدأ في المواطن التالية :
أولاً : إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام :
متى السفرُ ؟  ، أين المفرُّ ؟  ، ما اسْمُكَ ؟  ، كَمْ عُمْرُكَ ؟
ثانياً : أن يكون الخبر محصورا في المبتدأ ، :
•          ما ناجحٌ إلا المجتهدُ    ،   انما في الحقيبة العابٌ
فقد حصرنا النجاح في الجملة الأولى وقصرناه على المجتهد دون غيره ، كما حصرنا الوجود في الثانية وقصرناه على الألعاب فقط .
ثالثاً : أن يكون المبتدأ نكرة بحتة ، غير موصوفة وغير مضافة ،  وخبره شبه جملة ظرفاً او جاراً ومجروراً ، :
في البستانِ شجرٌ ، عندي آراءٌ
رابعاً : أن يكون في المبتدأ ضمير يرجع إلى الخبر :
*في المزرعةِ حارسُها   ، أمامَ العمارةِ حارِسُها

تطابق المبتدأ والخبر

يتطابق المبتدأ والخبر تذكيراً وتأنيثاً وإفراداً وتثنيةً وجمعاً مثل :
الرجلُ فاضلٌ والمرأةٌ فاضِلةٌ .
العالمان مشغولان بالبحث ، والعالمتان مشغولتان .
الرياضيون مهتمون باللياقة الجسمية والرياضياتُ مهتّماتٌ .
ويستثنى من المطابقة الصفة الواقعة مبتدأ بعد نفي أو استفهام، فإن ما تعمل فيه بعدها يغني عن الخبر ويسد مسده  مثل:
أمسافرٌ أخواك .
ما مقصر معلموك
ما مذمومٌ أخلاقك
أَعِراقيٌّ صديقُكَ

إعراب المبتدأ

المبتدأً مرفوع دائماً، وقد يجر بحرف جر زائد اطراداً:
بـ (مِنْ) إذا كان نكرة مسبوقة بنفي أَو استفهام: ما عندي من كتابٍ، هل في الدار من أَحد؟
بالباءِ، إذا كان كلمة حسْبُ: بحسبك لُقَيمات.
بـ (رب): إِذا كان نكرة لفظاً أَو معنى: رُبَّ متهمٍ بريءٌ، ربّ من تحبُّ يضرك.

إعراب الخبر

وهو مرفوع دائماً، وقد يجر بالباءِ الزائدة بعد نفي مثل: ما خالد بمسافرٍ، وكما يقع اسماً يقع:
جملة فعلية مثل: خالد ذهب.
وجملة اسمية مثل: أَخوك تجارتُه رابحة.
وشبه جملة ظرفاً مثل: والدك عند الرئيس، وجاراً ومجروراً مثل: أَنت بخير.
ولابدَّ للجملة الخبرية من رابط يربطها بالمبتدأ، إما: ضمير ظاهر أَو مستتر كالمثالين الأولين، وإما ضمير مقدر: (اللبنُ الرطلُ بمئة قرش) إذ التقدير (الرطل منه بمئة قرش)، أو إشارة إلى المبتدأ مثل: {وَلِباسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}. أَو إعادة لفظة مثل: المروءَة ما المروءَة؟ أَو كلمة أَعم من المبتدأ يدخل فيها: الوفاءُ نعم الخلق.

 

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة